Read the English version هل هكذا ينهار المجتمع؟ كشف تقرير جديد أن حكومة المملكة المتحدة كذبت بشأن إعطاء مواطنيها دمًا ملوثًا. يتساءل البعض عما إذا كانت أي دولة قادرة على النجاة من هذا النوع من الفضائح.
يوم مخزي للدولة البريطانية
هل هكذا ينهار المجتمع؟ كشف تقرير جديد أن حكومة المملكة المتحدة كذبت بشأن إعطاء مواطنيها دمًا ملوثًا. يتساءل البعض عما إذا كانت أي دولة قادرة على النجاة من هذا النوع من الفضائح.
ما القصة؟
خمسون عامًا وثلاثة آلاف حالة وفاة وثلاثون ألف شخصًا يحملون دمًا ملوثًا. هذا ما تطلبه الأمر لإجبار الحكومة البريطانية للاعتراف بسلسلة مميتة من الأخطاء والأكاذيب.
بين سبعينيات وتسعينيات القرن العشرين، قامت هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وهي نظام الرعاية الصحية الممول من القطاع العام في المملكة المتحدة والتي تأسست عام ١٩٤٨، بإعطاء عشرات الآلاف من المرضى دماً يحمل أمراضًا خطيرة، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز) الذي يدمر جهاز المناعة، والتهاب الكبد. كان العديد من هؤلاء المرضى يعانون من الهيموفيليا، وهي حالة طبية تمنع الدم من التجلط كالمعتاد مما يعني أن الإصابات الصغيرة يمكن أن تسبب نزيفًا حادًا وكان من المفترض أن يكون الدم جزءًا من علاجاتهم. وقد وجد تقرير جديد أن الدولة حاولت التستر على هذا الأمر.
اكتشف المزيد
يوم الاثنين (٢٠ آيار/مايو) أعرب رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ريشي سوناك أخيراً عن أسفه للأذى الذي سببته خمسة عقود من الحكومات. ووعد بدفع ١٠ مليارات جنيه إسترليني لأسر الضحايا.
يقول الخبراء إن المشكلة لا تكمن فقط في قضية الدم الملوث، بل في استمرار الأكاذيب لعقودٍ طويلة.
ولهذا السبب يعتقد البعض أن هذه الفضيحة قد تمثل مشكلة كبيرة للنظام السياسي في البلاد، حيث يرون أن استقرار المجتمع يعتمد على الثقة في الدولة.
إنه نقاش يعود إلى مئات السنين. في القرن السابع عشر، جادل جون لوك، فيلسوف إنجليزي من القرن السابع عشر يُعرف باسم "أبو الليبرالية"، بأن جميع الحكومات مبنية على الثقة. وقال إن الناس يضعون ثقتهم في الحكومة لحماية حقوقهم.
ومفكر آخر، وهو توماس هوبز، الفيلسوف الإنجليزي الذي يعتبر أحد مؤسسي النظرية السياسية الحديثة، كان يعتقد أن الأمر يتعلق بالخوف وليس الثقة. وبما أن الناس يخافون من أن الآخرين قد يؤذونهم بطريقة ما، فإنهم يمنحون الحكومة سلطة سن القوانين وحماية حقوقهم.
لكن عندما كان لوك وهوبز يكتبان، كانت الدولة لا تزال صغيرة جدًا. اليوم، أصبحت الدولة جزءًا هائلًا من حياتنا كلها - من التعليم إلى الصحة إلى الإسكان.
من المفترض أن تحمينا الدولة، وتعتني بنا عندما نمرض، وتطعمنا عندما نجوع. وهذا يعني أنه يجب علينا أن نوليها الكثير من الثقة لأنه في حال فشلها فقد تكون حياتنا في خطر.
هل هكذا ينهار المجتمع؟
يعتقد البعض
نعم! إذا لم نتمكن من الثقة في قدرة الدولة على فعل الشيء الصحيح، فقد نضطر إلى تولي المسؤولية. وهذا يعني أن الناس يسنون قوانينهم الخاصة، ويكون لديهم شرطة خاصة بهم ويستخدمون العنف للدفاع عن أنفسهم.
يعتقد البعض الآخر
لا! ترتكز سلطة الدولة في الواقع على الخوف، وليس الثقة. طالما أن الدولة أقوى منا، فإنها ستظل موجودة، بغض النظر عما إذا كنا نثق بها أم لا.
يوم مخزي للدولة البريطانية
