حلقت طائرة هليكوبتر فوق منزل عادي في بلدة دايتون الصغيرة بولاية ماساتشوستس في شمال شرق الولايات المتحدة. كان العالم في حالة توتر شديد بينما كان ينتظر أول نظرة على الرجل المتهم بواحدة من أكبر تسريبات المستندات المصنفة على أنها سرية للغاية في التاريخ الحديث.

في الوقت الذي انتظر العالم خروج جاسوس متمكن من ذلك المنزل، كانت المفاجأة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يحقق في الجرائم على المستوى الوطني في الولايات المتحدة٫ كان هناك ليعتقل هاوي ألعاب فيديو هزيل يبلغ من العمر ٢١ عامًا.

جاك تيكسيرا، الطيار في الحرس الوطني الجوي لماساتشوستس٫ ينتظر الآن المحاكمة في واحدة من أغرب قضايا التجسس في التاريخ، والتي يُزعم أنها حدثت على أحد مواقع التواصل الشهيرة؛ ديسكورد.

بدأ ديسكورد كمساحة للاعبين عبر الإنترنت لمناقشة الإستراتيجية. وللتأكد من أن الآخرين لا يمكنهم الاستماع إلى هذه المناقشات، تم تنظيم الموقع في خوادم منفصلة لا يمكنها التفاعل مع بعضها البعض.

يُعتقد أن تيكسيرا قد نشر أكثر من ٣٠٠ مستند في خادم صغير كان يديره في وقت مبكر من شهر يناير من هذا العام. وقد ظلت هذه المستندات هناك لأشهر حتى قام مستخدم آخر بمشاركة بعضها مع خادم أكبر. لم تدرك الحكومة الأمريكية ماحصل إلا عندما بدأت هذه التسريبات بالظهور على تويتر.

البعض مقتنع بأن تيكسيرا قدم خدمة للشعب الأمريكي، حيث يقولون إن تسريبات كهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للناس من خلالها معرفة ما يجري في قلب الحكومة.

البعض الآخر أقل يقينًا. إنهم يخشون أن هذا التسريب قد أضر بأوكرانيا، التي غزتها روسيا في فبراير ٢٠٢٢، من الناحية العسكرية، وربما منح روسيا اليد العليا في الحرب.

ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء أن المشكلة الحقيقية هي أن الكثير من المعلومات مصنفة سرية للغاية. تصنف حكومة الولايات المتحدة حوالي ٥٠ مليون وثيقة كل عام . ويحذرون من أن الكثير من المعلومات يتم الاحتفاظ بها لمجرد أنها ستحرج المسؤولين.

هل كشف الملفات السرية أمر خاطئ في جميع الحالات؟

نعم: هناك أسباب وجيهة للإبقاء على سرية بعض المعلومات. قد يؤدي هذا التسرب إلى انتكاس المجهود الحربي الأوكراني وتقوية الروس. يجب محاسبة الحكومات، ولكن من خلال القنوات المناسبة.

لا: كل الحكومات تكره التدقيق. إذا أتيحت لهم الفرصة، فسيختارون دائمًا السرية على الشفافية. التسريبات هي الطريقة الوحيدة لمحاسبتهم.

أو... بعض الملفات يجب أن تبقى سرية، لكن الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على سرية أكبر قدر ممكن من المعلومات. وهذا يضر بثقة الشعب بالحكومة ويزيد من احتمالية حدوث تسربات.