يحتفظ المراهق بمذكراته السرية على جهاز لوحي. "لماذا يجب أن أكون مولودًا في مثل هذه العائلة الرهيبة؟ كل مايهمهم هو الحصول على درجات مثالية".

هذا مشهد من المسلسل التلفزيوني الكوري الجنوبي سكاي كاسل الذي يدور حول بلد مهووس بالنجاح حيث يتم الضغط على الشباب بشكل لا يصدق.

كان هناك تذكير مأساوي بهذه الثقافة الشهر الماضي عندما تم العثور على مونبين، عضو فرقة البوب أسترو، ميتًا في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية والتي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من ١٠ ملايين نسمة. تعتقد الشرطة أنه انتحر.

لقد فقد العديد من نجوم البوب الكوري الشباب حياتهم في السنوات الأخيرة، على ما يبدو بالانتحار.

في عام ٢٠١٨، مات كل من كيم جونغ هيون المغني الرئيسي لـ شايني و سيو من وو من فرقة ١٠٠٪. في عام ٢٠١٩، قتلت سولي نفسها بعد تعرضها للتنمر عبر الإنترنت، وبعد شهر توفيت صديقتها قو هارا.

يعيش نجوم الوب الكوري حياة مليئة بالضغوط. قبل بضع سنوات، تخلى كانغ دانيال عن حياته المهنية قائلاً أنها جعلته "يفقد كل إرادة للعيش".

لكن هذا مجرد غيض من فيض في بلد ذو معدل انتحار مرتفع للغاية. في عام ٢٠٢١ كان الانتحار سبب ٤٤٪ من وفيات المراهقين.

بين عامي ٢٠١٧ و ٢٠٢١، ارتفعت حالات الاكتئاب بنسبة ٩٠٪ بين المراهقين. وللأسف، فإن أولئك الذين يعانون من الاكتئاب والضغوط النفسية غالبًا ما يخشون طلب المساعدة.

كتب رفائيل راشد من سيول في صحيفة الغارديان بأن العديد من أصدقائه المقربين عانوا من الأفكار الانتحارية والاكتئاب و بأنهم يشتكون من ضغوط التأقلم والنجاح والوحدة والشعور بعدم القيمة.

سبب الضغط هو المنافسة الشرسة على الوظائف، حيث يعتبر الحصول على درجة جامعية جيدة أمرًا ضروريًا للحصول على وظيفة جيدة الأجر.

وجدت دراسة استقصائية شملت ٧٠ دولة أن أطفال المدارس في كوريا الجنوبية هم الأكثر تعاسة. حوالي ٨٥٪ من الأطفال في سن الخامسة و ٣٥٪ من الأطفال بعمر عامين يتلقون دروسًا خاصة يومية بعد الانتهاء من دروسهم في المدرسة التمهيدية.

هل الحياة العصرية جحيم؟

نعم: نحن نعيش في عالم تُقدَّر فيه مهنة ناجحة فوق كل شيء آخر ، ولدى الآباء توقعات غير واقعية لأطفالهم. ليس من المستغرب أن يشعر الكثير من الناس بالتعاسة.

لا: عدد قليل جدًا من المجتمعات لديها متطلبات مثل مجتمعات كوريا الجنوبية. يجد الكثير من الناس وظائف مرضية للغاية حتى لو لم تكن عالية الأجر. يعيش معظمنا حياة أسهل من حياة أسلافنا.

أو ... الشباب ، أكثر من أي وقت مضى، يعترفون ب ويتحدثون عن أهمية الصحة العقلية. تركز الحياة العصرية أيضًا حول إحداث تغيير نحو الأفضل.