النمو السكاني السريع ظاهرة جديدة للغاية. فلم يصل عدد البشر إلى مليار شخص في عام ١٨٠٤ إلا بعد ٣٠٠ ألف عام على الكوكب. وقد تضاعف هذا الرقم بعد ١٢٣ عامًا. ومنذ عام ١٩٧٤ أضفنا مليارًا آخر كل١٢-١٤ عامًا

والآن يقترب هذا الاتجاه من نهايته بنفس السرعة. ووفقا لأحد التقديرات، قد نعود إلى ٢ مليار نسمة بحلول عام ٢٤٠٠.

وذلك لأن معظم البلدان اليوم لديها معدلات خصوبة، أي متوسط عدد الأطفال المولودين لكل امرأة ضمن المجموعة المدروسة. معدل الخصوبة الإجمالي البالغ ٢.١ هو الحد الأدنى اللازم لبقاء السكان ثابتين ويعرف باسم "معدل الإحلال"وهو معدل الولادات اللازمة للأطفال ليحلوا محل والديهم. وليظل عدد السكان ثابتًا، يحتاج كل زوجين إلى إنجاب ٢.١ طفل في المتوسط.

ولكن في معظم دول العالم المعدل هو أقل من ذلك. وتسجل أفريقيا أعلى معدل، وهو ٤.٥، ولكن هذا يمثل انخفاضا من ٦.٦ في عام ١٩٨٠، وهو مستمر في الانخفاض.

لقد حدث التقدم البشري برمته على خلفية النمو السكاني. لذلك، ليس لدينا أي فكرة عن الشكل الذي قد يبدو عليه العالم الذي تنخفض فيه معدلات المواليد.

يشعر الخبراء بالقلق من أن وجود عدد أقل من الأشخاص يعني عددًا أقل من الأفكار والاختراعات والاكتشافات، مما يعني أن التقدم يمكن أن يتوقف.

ويقول البعض إنه من الصعب وقف الانخفاض في معدلات المواليد لأنه مدفوع بتفضيلات الناس الخاصة.

لأول مرة في التاريخ يستطيع معظم الناس اختيار حجم أسرهم. وتبين أنهم يميلون إلى الرغبة في عدد أطفال أقل مما كان لديهم في الماضي. ويقولون إن هذا يعني أن كل ما يمكننا فعله هو محاولة التكيف معه.

لكن آخرين يعتقدون أننا نخطئ في قراءة البيانات. ويقولون إن معدلات الخصوبة لا تنخفض لمجرد أن الناس يريدون عددا أقل من الأطفال، ولكن لأن تنشئتهم أصبحت صعبة للغاية.

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة تربية طفل تصل إلى ٢٠٠ ألف جنيه إسترليني. وإذا كان لدى الناس وظائف أفضل وخيارات أرخص لرعاية الأطفال، فسيكونون قادرين على تحمل تكاليف المزيد من الأطفال.

هل يجب أن نغير الطريقة التي نعيش بها؟

نعم: إن الطريقة التي نعيش بها حياتنا اليوم مبنية على افتراض شيء يُعتقد أنه صحيح دون دليل. والنمو السكاني الذي لا نهاية له سيشكل صدمة قوية للكوكب عندما يتراجع.

لا: البشر قادرون جدًا على التكيف. يرى علماء الأحياء المعاصرون أن البشر هم الأكثر قدرة على التكيف بين جميع أنواع الحيوانات. لقد تكفينا مع النمو السكاني السريع، وسنكون قادرين بسهولة على إدارة العكس. ولا ينبغي لنا أن نقلق بشأن إجراء تغييرات جذرية الآن.

أو... المشكلة ليست في الطريقة التي نعيش بها. في الوقت الحالي، نحن نثني الناس عن إنجاب الأطفال من خلال التكاليف الباهظة وخيارات العمل السيئة. إذا غيّرنا ذلك، فسوف يستقر عدد السكان.