هل الحياة اليومية كابوس؟ إن التصعيد في غزة سوف يخلف عواقب وخيمة على الناس الذين يعانون بالفعل من ظروف بالغة الصعوبة في قطاع مزدحم من الأرض.
إذا كان عمرك ١٠ سنوات وتعيش في غزة…
هل الحياة اليومية كابوس؟ إن التصعيد في غزة سوف يخلف عواقب وخيمة على الناس الذين يعانون بالفعل من ظروف بالغة الصعوبة في قطاع مزدحم من الأرض.
تخيل الحياة كصبي يدعى سلمان يستيقظ هذا الصباح في شقة في قطاع غزة الذي يسكنه مليوني نسمة، ويقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويحيط به إسرائيل ومصر. مع وجود مليوني شخص في هذه المنطقة التي يبلغ طولها ٢٥ ميلاً وعرضها ستة أميال، تعد هذه واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض.
يتم إيقاظه من قبل الجيران الصاخبين. وهو يعلم أنه لايمكنه توقع وجبة إفطار ساخنة، فالأسرة تحصل على الكهرباء لمدة ثلاث ساعات فقط في اليوم. لكنهم يستطيعون شرب الماء بأمان من الصنبور، على عكس ٩٥% من سكان غزة.
يقول وداعًا لجدته. قيل لها بالأمس إنها بحاجة إلى عملية جراحية في مستشفى في إسرائيل. لكن غزة محاطة بالجدران والأسوار، لذا فهي بحاجة إلى تصريح مرور للطوارئ.
هناك حصان وعربة مسرعة في الشارع بينما ينطلق سلمان إلى المدرسة. وهو يشق طريقه عبر الطرق الترابية مروراً بأنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
تضم مدرسة سلمان عددًا كبيرًا من التلاميذ، حيث يجب تدريس نصفهم في الصباح والنصف الآخر في فترة ما بعد الظهر. وهي اليوم مكتظة بالأشخاص الذين يبحثون عن مأوى، معتقدين أنه من غير المرجح أن يقصفها الجيش الإسرائيلي.
يذهب هو وأصدقاؤه للعب على الشاطئ بعد انتهاء الدروس. إنهم يتوقون للسباحة، لكن آباءهم حذروهم من القيام بذلك. هناك الكثير من النفايات التي تذهب إلى البحر من نظام الصرف الصحي المتهالك في غزة.
يحاول سلمان إنجاز واجباته المدرسية قبل حلول الظلام، وإلا فقد يضطر إلى القيام بذلك على ضوء الشمع.
هناك سمكة على العشاء، وهو أمر نادر. على الرغم من أن غزة تقع على البحر الأبيض المتوسط إلا أن إسرائيل لا تسمح للصيادين بالعمل إلا على مسافة تصل إلى ١٥ ميلاً بحريًا فقط من الشاطئ.
بعد العشاء، يساعد سلمان في الاعتناء بأخيه وأخته الأصغر ليلاً. يقرأ لهم ويخبرهم أن الانفجارات في الخلفية مجرد ألعاب نارية. نصف أطفال غزة يعانون من مشاكل في الصحة النفسية
سلمان شخص متخيل، لكن كل التفاصيل في هذه القصة مبنية على الحقيقة.
هل الحياة اليومية كابوس؟
نعم: لا يستطيع الناس في غزة الاعتماد حتى على أبسط المرافق ويعيشون في رعب من الهجمات. وقد حذر الأطباء هناك من"وباء" الأمراض النفسية.
لا: البشر يتمتعون بمرونة غير عادية، وهم أقوياء وقادرون على التعامل مع الصعوبات والتكيف مع الظروف الصعبة. ويفضل الكثير من الناس في غزة البقاء هناك بدلاً من توديع منازلهم وأصدقائهم وعائلاتهم.
أو... مهما كان الوضع سيئًا الآن، فإنه سيكون أسوأ بكثير نتيجة التصعيد الأخير وقد سقط بالفعل العديد من الضحايا جراء الهجمات الانتقامية ردًا على هجمات سابقة وانقطعت الإمدادات من الخارج.