كيس بلاستيك عالق على شجرة. غلاف قطعة حلويات مُلقى على جانب الطريق. فنجان قهوة عالق بين القصب على ضفاف نهر.

هذا ما يراه أطفال المملكة المتحدة. إنها أشياء شائعة لدرجة أن الأختين إيمي وإيلا ميك لم يفكرا بموضوع القمامة على الإطلاق.

لكن كل ذلك تغير في يوم واحد، حيث فتح درس حول الهدف العالمي الرابع عشر للأمم المتحدة - الحياة تحت الماء - أعينهم على أثر البلاستيك.

كانت المشكلة أسوأ مما كانوا يتصورون. إنها أكبر من مجرد كيس عالق على شجرة. لقد امتلأت عقولهم بصور جديدة. سلحفاة تختنق بشوكة بلاستيكية. دوامة النفايات شمال المحيط الهادئ.

قررت الشقيقتان البلغتان من العمر ١٠ و١٢ عاماً التصرف. لقد بدأوا بجمع القمامة. ولكن مقابل كل كيس بلاستيكي قاموا بإزالته، ظهر كيس أخر.  لقد أدركوا أنه لابد من عمل المزيد.

في عام ٢٠١٦ أنشأتا جمعية خيرية أطلقتا عليها اسم "أطفال ضد البلاستيك" للتوعية بمخاطر النفايات البلاستيكية.

تقول إيلا: "من وجهة نظري كطفلة، يبدو أن الجيل الذي تسبب في مشكلة التلوث البلاستيكي هذه لا يتخذ الإجراءات اللازمة لحلها".

تضيف إيمي: "نحن لا ننتظر البالغين ليأخذوا زمام المبادرة. إذا لم نفعل شيئاً في الوقت الحالي ستكون مشكلة البلاستيك خارج نطاق السيطرة عند بلوغنا منتصف العمر."

في السنوات الخمس التي تلت ذلك، نشرت إيمي وإيلا كتابًا، كما قامتا بالتحدث في مجلس العموم البريطاني، بالإضافة لجعل أكثر من 1000 مدرسة "ذكية في التعامل مع البلاستيك".

إنهم على بعد أسابيع فقط من تحقيق هدفهم في التقاط 100000 قطعة من البلاستيك الصالح للاستخدام مرة واحدة - بمعدل قطعة بلاستيك واحدة لكل حيوان ثديي بحري يُقتل كل عام بسبب التلوث البلاستيكي.

إيمي وإيلا ليستا الطفلتين الوحيدتين اللتان تشعران بأن البالغين قد خذلوهما. فقد كتبت غريتا ثونبرج ونشطاء يافعين آخرون في أغسطس/آب الماضي: "الهدف الأساسي للبالغين في أي مجتمع هو حماية صغارهم وبذل كل ما في وسعهم لترك عالم أفضل من العالم الذي ورثوه.  لقد فشل الجيل الحالي من البالغين، وأولئك الذين سبقوهم، على نطاق عالمي."

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الأطفال البريطانيين أن أكثر من نصفهم يعتقدون أن البالغين لا يستمعون إلى مخاوفهم. وعلى المستوى الدولي يعتقد 56٪ من اليافعين أن الإنسانية محكوم عليها بالفشل.

خلص تقرير صادر عن اليونيسف هذا الصيف إلى أن كل طفل على وجه الأرض تقريبًا يتعرض لخطر بيئي واحد على الأقل. في البرتغال يقوم ستة يافعين بمقاضاة حكومتهم لحضها على سن قانون يعتبر الفشل باتخاذ إجراءات بشأن التغير المناخي انتهاك لحقوق الإنسان.

إيمي وإيلا لا تسمحان للإحصائيات بتثبيط عزيمتهما. تقول إيمي: "من المهم جدًا أن ندرك أن هناك أملً  لأن الأمل قوة جبارة. نحن لا نهدف إلى جعلكم تكتئبون. نحن نعمل على

مساعدتكم جميعاً على إدراك أنه بإمكان كل منكم أن يكون جزءاً من هذا الأمل."

-لا. البالغون هم من خلقوا هذه المشكلة والآن يقومون بتجاهل مسؤوليتهم لحلها. الأطفال واليافعين هم الذين سيعيشون مستقبلاً مع عواقب التغير المناخي و هم الذين يتقدمون لإنقاذ العالم. لقد فشل البالغون.

- نعم. بالرغم من أنهم قاموا بالعديد من الأخطاء إلا أن البالغين بدأوا بالاستماع إلى الأطفال. اتفاق باريس الذي وقع في عام 2015 من قبل 197 من قادة العالم  كان خطوة كبيرة إلى الأمام. والآن مؤتمر المناخ كوب ٢٦ هو فرصة لهم ليُظهروا للجميع مدى اهتمامهم

الهدف العالمي: الأهداف العالمية للأمم المتحدة هي 17 هدفاً عالمياً تعهد 193 قائداً بتحقيقها بحلول عام 2030. وهي تشمل مكافحة عدم المساواة والقضاء على الفقر.

دوامة النفايات شمال المحيط الهادئ: مجموعة من الحطام البحري في شمال المحيط الهادئ تغطي مساحة تبلغ ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا.

مجلس العموم البريطاني: مجلس النواب المنتخب ديمقراطياً في برلمان المملكة المتحدة والذي يضم 650 عضواً في البرلمان.Someone who is important due to their rank or job.

الذكاء بالتعامل مع البلاستيك: مبادرة المدارس الذكية الخيرية تساعد المدارس والتلاميذ على زيادة الوعي بالتلوث واستبدال المواد البلاستيكية الإشكالية بخيارات مستدامة.

التلوث البلاستيكي في المحيط: تتعرض ثدييات البحر لخطر الوقوع في فخ البلاستيك أو الخلط بينه وبين الطعام وأكله.

اليونيسف: وكالة تابعة للأمم المتحدة مسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للأطفال في جميع أنحاء العالم.مؤتمر المناخ كوب ٢٦:  مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون للتغير المناخي الذي عقد . ينعقد في مدينة غلاسكو في اسكتلندا في الفترة بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر 2021 برئاسة المملكة المتحدة بهدف حث المجتمع الدولي على تعزيز التزاماتهم بخصوص التغير المناخي.

- Someone who is important due to their rank or job.