يقرأ أحد العناوين الرئيسية "الرجال في أزمة - ولا يبدو أن هناك من يهتم". ويصرخ آخر بأنهم "أبناء الغرب الضائعون" فيما يوصف حاليًا بأنه أزمة الرجولة ضمن "نضال الذكور الحديث"

حسب التغطية الإعلامية الحالية فإن الرجال هم ضحايا أندرو تيت. هذه التغطية قد تجعل من الصعب التفكير في أن أندرو تيت قد بنى شهرته على محتوى يرسخ دونية المرأة وضرورة التعامل معها بعنف وبدون أي احترام. لكن هذه التغطية الاعلامية تدل على مدى القلق من التطرف الفكري الذي يروج له هذا النوع من المؤثرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي

اشتهر تيت، الذي ألقي القبض عليه بتهمة الاتجار بالجنس والاغتصاب، بكراهية النساء وتحامله القوي والمتأصل بعمق ضد المرأة. في مقاطع صاخبة لها ملايين المشاهدات عبر مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي، يشير تيت إلى النساء على أنهن "ممتلكات"، ويقول إن ضحايا الاعتداء الجنسي والاغتصاب يجب أن يتحملن مسؤولية ما حدث لهن ويدعي أنه لا يواعد سوى نساء تتراوح أعمارهن بين ١٨ و ١٩ عامًا لأنه يستطيع "ترك بصمة" عليهن

بذلت المدارس في جميع أنحاء المملكة المتحدة جهدًا لتثقيف طلابها حول مدى خطورة آراء تيت، حيث ينصب التركيز على التلاميذ الذكور الذين قد يكونون عرضة بشكل خاص للتأثر بسهولة برسالته

لكن لماذا لا نسمع عن تأثير تيت وأمثاله على النساء؟ النساء، وليس الرجال، هن الضحايا للاتهامات الموجهة ضد تيت بالاتجار والاغتصاب والاعتداء الجسدي

يدعو البعض إلى تحول ثقافي في رؤيتنا للعنف ضد المرأة ونظام العدالة هو نقطة انطلاق رئيسية. وفقًا لجمعية دعم ضحايا الاغتصاب في المملكة المتحدة الخيرية فقد تم الإبلاغ عن حالة اغتصاب واحدة فقط من بين كل ١٠٠ حالة للشرطة في عام ٢٠٢١

يقترح البعض تحويل كراهية النساء إلى جريمة كراهية. وهذا من شأنه أن يسمح للشرطة بتسجيل الجرائم المرتكبة ضد المرأة بدافع جنسها كما يمكن أن يشجعهم على أخذ العنف القائم على النوع الاجتماعي بجدية أكبر وتمكين الضحايا من الإبلاغ عن تجاربهم

هل يجب اعتبار كراهية النساء جريمة كراهية؟

نعم: نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لضمان أخذ قضايا المرأة على محمل الجد. إن تحويل كراهية النساء إلى جريمة كراهية سيعطي المزيد من الاهتمام والدعم للكثير من النساء اللاتي مازلن مهمشات

لا: من الواضح أن كره النساء منتشر في مكان أو مجتمع معين وفي النظام القانوني. ليس من العدل أن ٢٪ فقط من الادعاءات تؤدي إلى ملاحقات قضائية. إن تحويل كراهية النساء إلى جريمة كراهية لن يحل هذه المشكلة. أولاً وقبل كل شيء تحتاج النساء إلى مكان آمن وعادل للإبلاغ عن العنف الجنسي

أو ... علينا استكشاف مجموعة من خيارات العدالة البديلة. يخشى البعض من جعل العنف ضد المرأة وليس الرجال جريمة كراهية يمكن أن يؤدي في النهاية إلى المزيد من الآراء المعادية للمرأة