اكتشف العقل البشري الكثير من المفاهيم المعقدة، وسافر إلى القمر واخترع الإنترنت، لذلك قد تفترض أننا نفهم أحد أقدم رفاق البشرية

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن القطط عاشت معنا لأكثر من ٩٥٠٠ عام، فإنها لا تزال تربكنا

في إحدى الأساطير الشهيرة التي تُدعى "وضع الجرس على القطة"، تناقش مجموعة من الفئران طرقًا لدرء شر القط المفترس. يوافقون على وضع جرس حول رقبته حتى يسمعونه يقترب. ومع ذلك، عند محاولة اختيار متطوع لمهمة وضع الجرس على القط، لا أحد منهم على استعداد، وتفشل الفكرة

بالنسبة للقارئ العادي، يجب أن توضح لنا الحكاية ضرورة التوصل إلى أفكار وخطط يمكنها النجاح بالفعل. بالنسبة للعلماء، فإنها تذكرهم بصعوبات دراسة القطط

في تسعينيات القرن التاسع عشر، تحير العلماء من الصور التي أظهرت قطة تسقط من ارتفاع. تظهر القطة في الصور وهي تلتف في الهواء، وهو تحدي لقوانين الفيزياء. استنتج بعض العلماء من هذا أن القطط محصنة ضد القوانين التي تحكمنا جميعًا

قام الباحثون المعاصرون بحل هذه المشكلة، وأثبتوا أن الأمر كله يعود إلى التطور، حيث أن القطط لديها عواميد فقرية مرنة للغاية يمكن أن تسمح لها بالتواء في الهواء. مما يشرح المثل القائل بأن القطط تحط دائما على أقدامها

ومع ذلك، لا تزال هناك أشياء كثيرة غير معروفة. ما زلنا لا نفهم سبب خرخرة القطط، أو لماذا لديهم مجموعة رائعة من ١٠٠ صوت ممكن. علم نفس القط هو مجال آخر من مجالات الدراسة المتنامية التي لا تحتوي على العديد من الاستنتاجات المحددة

علاوة على ذلك، القطط ليست الحيوانات الوحيدة التي لا نعرف الكثير عنها. ما زلنا لا نعرف على وجه اليقين لماذا توجد خطوط على الحمير الوحشية، وكيف تبدو بعض الحيوانات وكأنها خالدة، أو كيف تبحر الفراشات المهاجرة بنفسها لأكثر من ٢٠٠٠ ميل في جميع أنحاء العالم

هل نحن أكثر جهلًا مما نعتقد؟

نعم: إنه لأمر محير أن يكون لدينا القليل من الفهم لرفاقنا في المنزل. تعد القطط من أكثر الحيوانات الموجودة في العالم. إذا كنا نعرف القليل عن القطط، فهذا يعني أننا نعرف القليل جداً عن العالم من حولنا

لا: يمتلك البشر بنكًا استثنائيًا من المعرفة. نحن نظن أن القطط غامضة فقط بسبب تاريخ ثقافي وأدبي طويل أشاد بها على أنها غير مفهومة وأحيانًا مقدسة

أو ... معرفة المزيد عن القطط ليس مفتاح حل جهلنا. يعد البحث عن الحيوانات على الإطلاق مهمة حمقاء في الوقت الحالي. يجب أن نركز على تطوير الطب الحديث ومحاربة أزمة المناخ