سوريا هي واحدة من أقدم الحضارات في العالم، حيث تشير المستوطنات المحفورة إلى حياة مدنية مزدهرة منذ ٣٠٠٠ قبل الميلاد. عاصمتها دمشق - أو بالنسبة للبعض "مدينة الياسمين" - هي أقدم عاصمة في تاريخ البشرية، وأحد مراكز الثقافة الإسلامية

في العصور القديمة، وخاصة قبل العصور الوسطى. احتلت العديد من الإمبراطوريات سوريا، من المصريين والآشوريين إلى الفرس والاغريق والرومان. في عام ٦٣٧ بعد الميلاد، تم الاستيلاء عليها من قبل الجيوش العربية الإسلامية لتصبح دمشق مركز العالم الإسلامي، حيث ازدهرت شبكة غنية من التبادل التجاري والثقافي، وجلبت بنية تحتية قوية وازدهارًا اقتصاديًا

من الصعب تخيل ذلك الآن. في خضم الحرب الأهلية التي اندلعت منذ عام ٢٠١١، حيث تم تدمير ما يقرب من نصف البنية التحتية للبلاد

قُتل ما يصل إلى ٦١٠٠٠٠ شخص. والآن يضطر أكثر من نصف السكان المحليين للعيش بأقل مما يعادل ١،٦ جنيه إسترليني في اليوم. في عام ٢٠٢٢ ، كان هناك ٦.٨٢ مليون لاجئ ، أكثر من نصفهم يقيمون في تركيا

وقبل شهر ضربت الكارثة مرة أخرى. فقد أدى الزلزال الذي بلغت قوته ٧.٨ درجة والذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير إلى مقتل ما يقرب من ٦٨٠٠ سوري وإصابة ١٤٥٠٠٠ آخرين

في المناطق الشمالية والغربية المتضررة، نزح حوال ٢.٨ مليون شخص داخليًا بسبب هجمات القصف التي شنها رئيسهم بشار الأسد - والآن دمرت الكارثة الطبيعية ١٠٠٠٠ مبنى آخر

حتى قبل وقوع الكارثة، أُجبر سكان المنطقة البالغ عددهم ٤.٧ مليون نسمة على البقاء على قيد الحياة باستخدام جهاز واحد فقط للتصوير بالرنين المغناطيس، وهو أحد تقنيات التصوير الطبي المستخدمة في الرعاية الصحية لتشكيل صور للتشريح والعمليات الفسيولوجية للجسم

جهاز واحد للتصوير بالرنين المغناطيسي و٦٤ جهاز اشعة و ٦٦ مستشفى و١٢٥٤ سريرًا فيما بينها لخدمة مايقارب ٥ ملايين نسمة

قال طبيب يائس: "لقد استخدمنا الأدوية والأمصال التي كانت تكفي لمدة أربعة إلى ستة أشهر في يومين إلى ثلاثة أيام". العديد من القتلى أصيبوا بجروح كان من الممكن علاجها لولا الإمدادات الطبية المستنفدة للغاية في البلاد

على الرغم من أن الأمم المتحدة قدمت مساعدات طبية منقذة للحياة إلى سوريا ، إلا أنها احتاجت إلى انتظار الإذن من بشار الأسد لدخول المناطق باستخدام معابر حدودية جديدة. استغرق الأمر أسبوعا طويلا مضنيا له للسماح له بالوصول إلى المناطق التي تقودها المعارضة، حيث توفي خلالها الكثير

جدد هذا الضوء على واحدة من أكثر دول العالم اضطرابا - لكن البعض يقول إنه ليس كافيا. يعتقد العديد من الخبراء أن الحرب في "نهايتها"، مع إلقاء النرد لصالح الأسد الذي تدعمه كل من روسيا وإيران. يعتقدون أننا بحاجة إلى محادثات عاجلة حول التحولات الجيوسياسية القادمة

ومع ذلك، لا تزال سوريا في كثير من الأحيان بعيدة عن دائرة الأخبار لدينا. يعتقد البعض أن هذا متعمد: فجميع المتورطين في الحرب - بما في ذلك روسيا وتركيا والولايات المتحدة - متهمون بانتهاكات حقوق الإنسان ، وأثيرت أسئلة مرارًا وتكرارًا حول رفض بعض الدول الغربية لإيواء اللاجئين السوريين، ولا أحد يريد أن تشير أصابع الاتهام إليهم

لكن آخرين يقولون إن هناك اعتبارات عملية. حييث لا يستطيع الصحفيون الإبلاغ من مساحات شاسعة من سوريا ، وتتدفق المعلومات ببطء وبشكل غير موثوق. علاوة على ذلك، فهي تتنافس باستمرار مع المآسي في أماكن أخرى: في أوكرانيا واليمن وباكستان ولبنان وغيرها. من يقول أيهما يستحق اهتمامنا أكثر؟

هل تم نسيان سوريا؟

نعم: قلة قليلة من الناس يمكنهم التحدث بشكل رسمي عما يحدث في سوريا الآن. ومع ذلك ، فإن الكثير من الناس لهم رأي في الحرب في أوكرانيا، لأنها ترد باستمرار في الأخبار. نحن بحاجة إلى التعامل بشكل عادل مع الصراعات في جميع أنحاء العالم.

لا: لم يتم نسيان سوريا، لكنه صراع أطول مع معدل وفيات وخسائر أقل في السنة من أوكرانيا. هذا هو السبب في أن أوكرانيا قد تكون في الأخبار أكثر

أو ... نميل إلى قول المزيد حول القضايا التي تؤثر علينا. لذلك، كان هناك العديد من المناقشات حول اللاجئين السوريين، بينما هناك القليل من المناقشات حول الوضع الداخلي في سوريا