الإضرابات تختبر الإيمان بالرأسمالية الديمقراطية هل نحن بحاجة إلى نظام جديد؟ لقد ساد الصمت الفصول الدراسية وتوقفت القطارات في المملكة المتحدة في يوم من الاضرابات مما جعل الكثيرين يعتقدون بأن أعراض مرض الديمقراطية تزداد سوءًا
الإضرابات تختبر الإيمان بالرأسمالية الديمقراطية
هل نحن بحاجة إلى نظام جديد؟ لقد ساد الصمت الفصول الدراسية وتوقفت القطارات في المملكة المتحدة في يوم من الاضرابات مما جعل الكثيرين يعتقدون بأن أعراض مرض الديمقراطية تزداد سوءًا
١٧٩٨ في باريس، ٢٠١٣ في كييف، ٢٠١٠ وما بعده في عواصم العالم العربي. هذه مجرد أمثلة قليلة على اندلاع احتجاجات ضد الاستبداد والتي غيرت مجرى التاريخ
قد تكون الاضرابات في المملكة المتحدة أقل تاريخية، لكنها لاتزال شديدة الأهمية. لقد شهد يوم الأربعاء ١ فبراير/شباط أكبر إضراب في بريطانيا منذ أكثر من ١٠ سنوات، حيث توقف المعلمون وسائقو النقل العام والمحاضرون الجامعيون وموظفو الخدمة المدنية وغيرهم عن العمل
وقد وصفت الإضرابات بأنها "أعراض مجتمع مريض" حيث يظن الكثيرون أن ذلك يدل على أن الديمقراطية٫ وهي نظام حكم يقوم على فكرة حكم الشعب٫ التي يطمح إليها الكثيرون هي في حالة أزمة
ينصح مارتن وولف بأنه لا يجب الافتراض أبدًا باستقرار النظام الديمقراطي المتحضر. مارتن وولف هو أحد أشهر المفكرين الاقتصاديين في العالم. وقد أصدر للتو كتابًا جديدًا عن الرأسمالية والديمقراطية
يصف وولف رأسمالية السوق والديمقراطية بأنهما مكملتان لبعضهما البعض، حيث تضع الرأسمالية البعض فوق الآخرين كحافز للإنجاز لكن الديمقراطية تضمن بقاء المواطنين على قدم المساواة
لكن الديمقراطية والرأسمالية هما الآن قضيتان مثيرتان للجدل. ويعتقد وولف أن هذا ناتج عن عدم الاستقرار الاقتصادي وتزايد عدم المساواة، مما يجعل الناس يفقدون الثقة في الأنظمة القائمة
إذا فشل الاقتصاد في خدمة مصالح الأغلبية، فإن الشعور بالمواطنة المشتركة سوف يتلاشى وسوف يظهر الديماغوجيون - وهم الساعون للاستيلاء على السلطة عن طريق تأجيج الناس ضد النخب، عادة بطريقة ساخرة تخدم مصالحهم الذاتية. يعتقد وولف أن إخفاقات الرأسمالية هي السبب وراء مشاكل الديمقراطية الحديثة
ما الذي يجب عمله؟ يقترح وولف بعض الإصلاحات غير التقليدية لحماية الديمقراطية. إحداها هي هيئات تحكيم المواطنين، والتي تم استخدامها بنجاح في أيرلندا في عام ٢٠١٦
كما يقترح حلولاً لـ "المدى القصير" للتصويت، مقترحًا إما أن يتم منح الأمهات حق التصويت لأطفالهن الرضع، أو أن يتم منح الناخبين أصواتًا وفقًا لأعمارهم، حيث يتمتع الشباب بما يصل إلى خمسة أضعاف قوة التصويت من أجدادهم
هل نحن بحاجة إلى نظام جديد؟
نعم: نحن بحاجة إلى التخلص من الرأسمالية الديمقراطية تمامًا. الرأسمالية متقلبة وبعض الناس محظوظون والبعض الآخر لا يتمتعون بأي حظ. هذا يعني أنه سيكون هناك دائمًا انعدام للأمن، مما يعرض الديمقراطية للخطر باستمرار. نحن بحاجة إلى نظام جديد لا يعاني من هذا العيب
لا: إن وصف هذه الضربات بأعراض "المرض"هو نوع من المبالغة. إنها مشكلة صغيرة يمكن حلها بسهولة بمجرد زيادة أجور العمال
أو ... لسنا بحاجة إلى إلغاءها ، لكن يجب أن نأخذ اقتراحات وولف للإصلاح على محمل الجد. يمكن لبعض الإصلاحات الصغيرة لضمان أن تلعب الديمقراطية دورها في تنظيم الرأسمالية وضمان المساواة